موائد الرحمان انطلقت هذه السنة باكرا، ولم يكن مرتادوها كما عهدناهم من الفقراء وقليلي الحيلة، بل هم هذه السنة من النافذين والمتنفذين وخاصة من التابعين وتابعي التابعين...
انهم جوقة الجاوي والبخور، والمؤذّن وطبال السحور، إنهم الذين لا يستطيعون العمل في النور، وهم جوقة من الدجالين وبقايا الايديولوجيات التي كانت يوما ثورية، والمرسكين على الحركة التقدمية، والبائعين بأبخس الاثمان، والراكضين خلف مرضاة سي فلان وسي علان...
ترى أوداجهم منتفخة، والشرر يتطاير من أعين أضناها التكمبين، وثارات الحقد الدفين، على كل ما ينح والى الاستقلالية، ويريد فعلا ديمقراطية، فيتهمونه باللاوطنية، وان لزم الأمر باللاسامية، وحدهم يفهمون اللعبة، ووحدهم غارقون في الخزي من الرأس للكعبة...
هذه الجوقة من الطبالين والزكارين، اختارت هذه السنة أن تكون مأدبتها على شرف نقابة الصحفيين، فهرول الجميع ليكون أول من يقف على المذبح وأول من يستل سكينه وأول من يسلخ ويطهو، ليأكل الاسياد اللحم ويرمون لهم العظم...
تقاتل الجميع على تقديم الخدمات، واشتدت المنافسة، وعلت وتيرة اللعق واللحس والتمسح، وازدهرت سوق النخاسة، وتبارى كتبة التقارير في اظهار الولاء، وسب الأبرياء وتجريم حتى الأقرباء، ففي سبيل الفتات كل شيء يهون، وفي سبيل تمشميش العظم تُصقل السنون، ويُرمى بالغيب من كان صديق، ويُحدف بالحجر من بالامس القريب رفيق، ويباع في السوق من هو في الاصل شقيق...
التابعون من جوقة الجاوي والبخور، وشيء لله سيدي، وكل شيء بالبركه بابا، وربي يعينك خويا، وفماش بليّصة يعيّشك، وما تنساونيش في أكتوبر، وأقرولي حسابي راني متاعكم، والله متاعكم، وأصحاب الشأن يبتسمون، يفهمون ولا يعلقون، يعرفون ما تخفي الجوقة وما هم مبطنون...
موائد الرحمان بدأت هذه السنة باكرا، ومن لم يظفر ببريكة فقد غطس – على الاقل – في الشربة، وكل عام وأنتم بخير، وكل عام ودخانكم معجعج، وكل عام والجوقة تعزف...وان شاء الله رمضانكم مبروك.
محمد بوعود
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire