انطلق صباح اليوم 15 أوت 2009 المؤتمر الإستثنائي الإنقلابي للنقابة الوطنيّة للصّحافيين التّونسيّين، والأسئلة التي يمكن أن تطرح بهذه المناسبة التي ستسجل بالصّفحات السّوداء للتاريخ، هي : من أين جاء أعضاء المكتب التنفيذي الموسّع المنقلبون بالمال لإنجاز مؤتمر اغتصاب النقابة؟
من المؤكّد أنّهم لم يدفعوا من جيوبهم. فإدارة المركب الشّبابي والثّقافي بالمنزه السادس بالعاصمة وضعت الفضاء تحت تصرّفهم، وأكيد أنّ خزينة المال العمومي فتحت ليغرفوا منها كما يشاؤون ليدفعوا للنزل التي استقبلت الضّيوف
لكن كيف تدفع هذه الأموال العمومية مهما كانت قيمتها دون وجه حق؟ ومن أذن بدفعها؟
هذه التساؤلات تجرنا إلى الجزم بأنّ من يقف وراء الإنقلاب جهات لا تهمها مصالح الصّحافيين! وستزيد الأيام في تأكيد ذلك
أما السؤال المحير الآخر هو بأي حق يسمح يونس مجاهد نقيب الصحافيين المغاربة لنفسه بحضور مؤتمر رفض الإتحاد الدّولي للصّحافيين الإعتراف به وحضور أشغاله والحال أنّه، أي يونس مجاهد، نائب رئيس الإتحاد الدولي وأحد الذين بذلوا المساعي بصفته تلك وبصفته مسؤولا في اتحاد الصّحافيين العرب لحل أزمة نقابة الصّحافيين التونسيين لتحديد موعد لمؤتمر موحّد، كللت بالفشل جراء تمسّك الإنقلابيين بموقفهم!؟
ومن هي الجهة التي تكفّلت بمصاريف سفره وإقاماته ودفع مصاريف مشاريبه على نخب اغتصاب نقابتنا؟
ماذا سيكون رد الفعل لو قلنا إنّ المسألة تدخل في باب الإستقواء بالأجنبي والإرتباط بجهات أجنبية لتنفيذ أجندا غير وطنية، وننسج على منوال الذين احترفوا أسلوب التجريم والتخوين لكلّ من له آراء مخالفة للخطاب المطلوب؟
لقد أكّد المؤتمر الأول للنّقابة في 13 جانفي 2008 ، أنّ الصّحافيين لم تعد لهم ثقة في عدّة أسماء سبق أن تحمّلت مسؤوليات في الجمعيّة، وقاموا بإقصائهم من خلال صندوق الإقتراع. لكن هذه المجموعة عادت من جديد مدعومة من الإدارة ومن أجهزة رسمية، وسخّرت لها كلّ الإمكانات لتنجز الإنقلاب على الشرعية والقانون، والدّوس على إرادة الصّحافيين. ولو كان هؤلاء المنقلبون يستمدّن ثقتهم من الصّحافيين، لما خافوا من الذّهاب إلى مؤتمر موحّد.
إنّ الصّحافيين التّونسيين لا يطلبون سوى حقوقهم المعنوية والمادية، أي أن تكون أقلامهم حرّة لا تطمس الحقيقة. وأن ينالوا أجورهم وفق القانون وليس كما يحلو لبعض الأعراف الذين احترفوا مصّ الدّماء
نجح الإنقلابيون في عقد المؤتمر الإنقلابي، لكنّهم لن ينالوا الشّرعيّة، لأنّ هناك صحافيين التزموا بالدّفاع عن استقلالية هيكلهم والحفاظ عليه، سوف لن يتخلّوا عن واجبهم وسيتعزّز صفّهم بزملائهم الذي أرغموا على المشاركة في الإنقلاب جرّاء ضغط الإدارة وتهديدهم المبطّن بفقدان مورد قوتهم، إن لم ينفّذوا الأوامر
التاريخ يسجّل كلّ شيء، وسوف يدين كلّ من سار في نهج الباطل، ولن يستطيع آنذاك، أي عندما تحين ساعة الحساب، الشّاهدون على العصر من تزييف الحقيقة الدّامغة
نقابة الصّحافيين ستبقى للصّحافيين إلى قيام السّاعة، وستزول نشوة المنقلبين بعد حين، لا لشيء، إلاّ لأنهم لم يستمدّوا شرعيّتهم من الصّحافيّين
محمود العروسي
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire