قضى الحاكم الاستعجالي لدى المحكمة الابتدائيّة بتونس صبيحة هذا اليوم، الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009، بإخراج المكتب الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين من مقر النقابة بشارع الولايات المتحدة بتونس، مع تنفيذ الحكم على المسودة أي مباشرة ودون انتظار رغم ما اتسمت به دعوى المنقلبين (مؤتمر 15 أوت) المدعومين من السلطة من خروقات سافرة للإجراءات والقوانين.
ولم ينتظر البوليس السياسي وصول نصّ الحكم، الذي من المفروض أن يبلـّغه عدل منفذ للمحكوم ضدّهم، قبل اللجوء إلى القوة العامة، ليحاصر مقر النقابة ويعتدي بالعنف على رئيسها السيد ناجي البغوري، ويبعده عن المكان، في ما تمّت محاصرة بعض الصحفيين داخل المقر، كما تمّ إغلاق الشارع الذي يوجد به المقر بأعداد غفيرة من أعوان البوليس.
وحوالي الساعة الثانية والنصف بعد الزوال قدم عدل منفذ مصحوبا بالقوة العامة وأخلى المقر ليَشْغله من هنا فصاعدا المنقلبون، من خدم الاستبداد والدكتاتورية بزعامة المدعو الدخيل على الصحافة والمستشار بإدارة الحزب الحاكم جمال الكرماوي.
وبهذه الصورة يسدل الستار على آخر فصل من فصول الانقلاب على المكتب الشرعي لنقابة الصحفيين التي تلقى نفس المصير الذي لقيته جمعية القضاة، والذي يتهدد الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الممنوعة من النشاط منذ سنوات.
وإزاء هذا الوضع فإن حزب العمال الشيوعي التونسي:
1 - يدين الانقلاب السافر على المكتب الشرعي لنقابة الصحفيين، وهو انقلاب يؤكد مرة أخرى عدم تحمّل نظام بن علي البوليسي والدكتاتوري وجود أي منظمة مستقلة، خارجة عن مراقبته، خصوصا إذا تعلّق الأمر بمنظمة الصحفيين، وأسابيع قليلة قبل المهزلة الانتخابية الرئاسية والتشريعية، التي تسعى السلطة إلى تمريرها في إطار الصمت المطبق للإيهام بوجود "إجماع" حول بن علي وحول حزبه اللذين ما انفكا يدوسان الإرادة الشعبية عن طريق القمع والتزوير.
2 - كما يدين التواطؤ المستمر لجهاز القضاء مع السلطة لتنفيذية التي ما انفكت تتلاعب به وتستعمله لقمع الحريات وإسكات الخصوم وحماية المجرمين الحقيقيين الذين ينهبون البلاد ويعتدون على حرمات الناس وأملاكهم ويعذبون ويقتلون دون حسيب أو رقيب.
3 - يهيب بكل القوى الديمقراطية، وخاصة مناضلات ومناضلي الجمعيات والمنظمات المستقلة أن تكتل صفوفها وتواجه الهجوم عليها متحدة. إن ما يحصل لنقابة الصحفيين من المفروض أن ينزع كل الأوهام عن المترددين في خصوص إمكانية قبول نظام بن علي، طواعية، بوجود جمعيات مستقلة واحترامها، ويجعلهم يدركون أن كل قوى المجتمع المدني معنية بشكل مباشر بالنضال ضد الاستبداد، وأن لا فائدة من محاولة الظهور بـ"مظهر الحياد" في القضايا الجوهرية للحريات والديمقراطية أو رفض العمل المشترك مع الأحزاب والقوى السياسية. إن الدكتاتورية لا تعرف إلا شيئا واحدا: إما أنك معها أو أنك ضدها. لا وسط ولا حياد.
4 – يعبّر عن تضامنه مع المكتب الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين ومع كافة الإعلاميين التونسيين الذين يكافحون من أجل الحفاظ على استقلاليتهم وشرفهم وكرامتهم معتزين برسالتهم في ضمان إعلام حرّ ونزيه لمواطنيهم.
حزب العمال الشيوعي التـونسي
8 سبتمبر 2009
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire